responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفسير الوسيط المؤلف : الزحيلي، وهبة    الجزء : 1  صفحة : 604
رجل من القريتين عظيم، أي مكة والطائف، الوليد بن المغيرة من مكة أو عروة بن مسعود الثقفي من الطائف، وذلك حسدا منهم وغرورا، وظنّا منهم أن الرّسالة الإلهية كمراكز الدنيا تعتمد على المال أو السلطة.
قال الله تعالى مندّدا بهذه المطامع والآمال:
[سورة الأنعام (6) : الآيات 124 الى 125]
وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمْكُرُونَ (124) فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (125)
«1» [2] [3] [4] [الأنعام: 6/ 124- 125] .
نزلت الآية الأولى في الوليد بن المغيرة قال: لو كانت النّبوة حقّا، لكنت أولى بها من محمد لأني أكبر منه سنّا، وأكثر منه مالا وولدا.
الآية الأولى ذمّ للكفار وتوعّد لهم، فإنهم إذا جاءتهم علامة ودليل على صحة الشّرع الإلهي، اشتطّوا واغتروا، وطلبوا أن يؤتوا مثلما أوتي محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، وقالوا: إنما يفلق لنا البحر، إنما يحيي لنا الموتى ونحو ذلك، أي إنهم طلبوا المستحيل، وعلقوا إيمانهم على ممتنع، وقصدوا بذلك أنهم لا يؤمنون أبدا.
والمعنى: إذا جاءت المشركين آية وبرهان وحجة قاطعة من القرآن تتضمن صدق الرسول صلّى الله عليه وسلّم في تبليغ وحي ربّه، قالوا حسدا منهم، وتعنّتا وغرورا: لن نؤمن حتى يكون لنا مثل محمد، منصب عند الله، وتظهر على أيدينا آية كونية أو معجزة مثلما أوتي رسل الله، كفلق البحر لموسى، وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى لعيسى لأنهم أكثر أموالا وأولادا، وأعزّ جانبا ورفعة بين الناس.

(1) ذلّ وهوان.
[2] شديد الضّيق.
[3] يتكلف صعودها.
[4] أي العذاب.
اسم الکتاب : التفسير الوسيط المؤلف : الزحيلي، وهبة    الجزء : 1  صفحة : 604
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست